نتائج الاسلاميين في الجامعات: هل التغيير قد بدأ؟

{title}
أخبار الأردن -

ليث ذياب

 تشهد الجامعات الاردنية (الرسمية والخاصة) خلال الفترة الحالية انتخابات مجالس اتحاد الطلبة للعام الدراسي 2024-2025 بعد انقطاع دام اكثر من 4سنوات على هذا المشهد الديموقراطي بالجامعات,نتيجة الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد فقد انتهت الانتخابات باغلب الجامعات الاردنية بعد ان عملت الجامعات على تهيئة الانتخابات وخلق ظروف ايجابية لادارة هذا المشهد الانتخابي بالطريقة الامثل والمطلوبة, حيث تعاونت عدة جامعات كاليرموك مع الهيئة المستقلة للانتخاب والمركز الوطني لحقوق الانسان لادارة الانتخابات بالنزاهة والشفافية والمهنية العالية, فقد انتهت الانتخابات التنفيذية بالجامعة الاردنية بفرعي عمان والعقبة وجامعة العلوم والتكنولوجيا وجامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا ومؤتة وجرش (الخاصة) وانتهت الانتخابات بكل من جامعة اليرموك والهاشمية والالمانية الاردنية ومازلنا بانتظار الانتخابات التنفيذية فيها.

 

ولعل بعد انقطاع طويل عن المشهد الانتخابي قد تغيرت وجهات واتجاهات الطلبة بالنظر للكتل الموجودة بالجامعات وخصوصا الكتل التي استمرت بالعمل في فترة عدم وجود مجالس لاتحادات الطلبة والكتل التي بدأت العمل فترة ما قبل الانتخابات. اذ اثبتت الارقام وعدد المقاعد بالمجلس التنفيذي لاتحادات الطلبة تراجع كبير للكتل الاسلامية بعد عدم حصولها على اي مقعد في الانتخابات التنفيذية بالجامعة الاردنية (عمان) مع العلم على حصولهم على 45% تقريبا من عدد الاجمالي للمقاعد على مستوى الجامعة,اذ تحالفت كتل النشامى والعودة والكرامة والمستقلين تحت تحالف واحد واقصت التيارالاسلامي من المشهد حيث حصدت قائمة النشامى (وهي كتلة طلابية فاعلة بالجامعة الاردنية منذ ما يزيد عن 11 عاما و لا تنتمي لأي تيار حزبي وتحت مظلتها ما يزيد عن 19 فريق في مختلف الكليات) اغلب المقاعد التنفيذية وفي ذات السياق لم يحصد التيار الاسلامي بجامعة العلوم والتكنولوجيا على اي مقعد بالانتخابات التنفيذية لانه قد حصل على نسبة اقل من 20% من اجمالي عدد المقاعد ولم تحصل على اي مقعد بالعديد من الكليات منها الاداب والعلوم والطب البيطري, وفي جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا لم يكن هناك اي تواجد للتيار الاسلامي.وفي مؤتة فشلت القوائم الاسلامية بالحصول على رئاسة الاتحاد الذي ظفر به مرشح حزب ارادة,وفي جرش كان هناك غياب واضح للاسلاميين, وفي جامعة اليرموك لم يحصد التيار الاسلامي الا 9% تقريبا من اجمالي عدد المقاعد باكتساح واضح للتيارات الحزبية الاخرى وخصوصا بالكليات والاقسام التي تعتبر تاريخيا لصالح الاسلاميين مثل الطب والصيدلة والهندسة وبحسب المعلومات المؤكدة انه التحالفات الوطنية بحامعة اليرموك اتفقت فيما بينها على عدم دعم التيارالاسلامي بالانتخابات التنفيذية خصوصا في ظل حصول الاتجاه على نسبة 9% تقريبا من اجمالي عدد المقاعد والذي لا يعتبر رقما مؤثرا بالاتحاد خصوصا وان احزاب ارادة والميثاق حصد كل منهما 40%تقريبا من اجمالي المقاعد، وفي الجامعة الالمانية الاردنية اكتسحت قائمة النشامى الانتخابات في فوز جميع مرشحيها في ظل غياب واضح للتيارالاسلامي، وفي الجامعة الهاشمية وبعد صدور النتائج منذ قليل التي اظهرت فوزا واضحا لقائمة نشمي (التي فيها طلبة فاعلون بالعمل الطلابي واعضاء اتحاد طلبة سابقين ومنهم ما زالوا يدرسون في الجامعة منذ 10سنوات وكتل عديدة فاعلة منذ عدة سنوات ) وخسارة للاتجاه الاسلامي الذي طعن بصحة الانتخابات ونزاهتها وتحجج بتزوير الانتخابات وانعدام الشفافية. 

لعل كل هذه الدلائل والارقام تشيرالى تراجع واضح للاتجاه الاسلامي خصوصا بعد تراجعه بالانتخابات النيابية الماضية، وفي انتخابات مجالس اتحادات الطلبة الحالية حيث قد "يعتبر" هذا التراجع دلالة تواضع ثقة الناس به من حيث عدم تجديده لنفسه كما تقتضي الظروف، في حين يعيد سبب خسارته إلى أسباب يتحجج فيها بذرائع كثيرة. فمثلا عندما خسر اليوم الاتجاه الاسلامي بالانتخابات التنفيذية بجامعة العلوم والتكنولوجيا تم اتهام ادارة الجامعة بهندسة العملية الانتخابية وان الجامعة تعين اعضاء باتحاد الطلبة بنظام كوتا وهو عبارة عن مقعد واحد عن كل كلية للاناث، ومقعد على مستوى الجامعة لاحد الطلبة من ذوي الاعاقة لكي تتمكن من اشراك جميع الطلبة لتعزز مفهوم الديموقراطية ومشاركة الشباب وخصوصا الفئات التي تم اعتبارها "مهمشة".فهل كان من الأجدر ان يعترضوا من البداية (قبل الانتخابات)؟ او يتساءلوا منذ البداية ما هي اسس التعيين؟ ولماذا اعترضوا الان وفي هذه اللحظة بالتحديد؟ .... فقد يكون الجواب ببساطة لانهم خسروا وهذه حجة الخاسر. 

 

خسارة الاسلاميين بالجامعات كانت لصالح الاحزاب السياسية امثال "ارادة والميثاق وتقدم" وكتل طلابية اخرى فاعلة منذ سنوات عديدة التي اثبتت انها منافس وند قوي للتيار الاسلامي بالانتخابات الجامعية التي تعتبر بمثابة انتخابات مصغرة للانتخابات النيابية القادمة تعطي مؤشرات مهمة لاتجاه الشباب.

 

وتبقى الاسئلة الاهم بختام المقالة لماذا تراجعت قوة الاسلاميين بالجامعات مقارنة بالانتخابات الماضية؟ وهل انتهى دور الاسلاميين بقيادة المشهد بالجامعات؟ ام انها كبوة وسيعودون العام القادم بقوة؟ تترك هذه الاسئلة لطلبة الجامعات الاردنية انفسهم للاجابة على هذه الاسئلة.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير